قبيلة ال عبدالحميد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إشراقات تربوية (2) مهمتك أيها المبدع...بناء الإنسان

اذهب الى الأسفل

إشراقات تربوية (2) مهمتك أيها المبدع...بناء الإنسان  Empty إشراقات تربوية (2) مهمتك أيها المبدع...بناء الإنسان

مُساهمة من طرف أميرة الخميس ديسمبر 30, 2010 1:23 am

بسم الله الرحمن الرحيم


إشراقات تربوية (2) مهمتك أيها المبدع...بناء الإنسان !!

تفاخر بعض الأمم ببناء ناطحات السحاب , والطائرات النفاثة , والمركبات الفضائية , وهذه الأمور على مكانتها وأهميتها إلا أنها لا تساوي شيئاً يُذكر وفق المعايير الحضارية إن لم تبن الإنسان فكراً وخُلقاً وسلوكاً , والمعلم داخل مدرسته يقوم بمهمة " مقدسة" بكل المعايير , هي مهمة مقدسة بالمعيار الشرعي لأن التعليم والبلاغ عليه هدي الأنبياء والرسل عليه الصلاة والسلام , وهي " مهمة مقدسة" بالمعيار الإنساني " فبناء الإنسان" يعد اللبنة الأولى في بناء أمة ناهضة ممكّنة .

إن بناء الطالب يتجاوز تلقينه مفردات المنهج الدراسي , وحفظها أو استحضارها , إلى استيعاب ما يحويه ذلك المنهج من قيّم ومبادئ وأخلاق ومعارف , ولئن اجتهدت الاتجاهات التربوية الحديثة في ابتكار العديد من النظريات والاستراتيجيات الرائعة لتحقيق تلك المعادلة الصعبة في الجمع بين ( النظري والعملي) في بناء الإنسان إلا أن الصحابة رضوان الله عليهم فقهوا هذا الأمر جيداً قبل قرون بعيدة . يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن) , فلم تكنّ همّة الصحابي منصبّة على الحفظ فقط وإن كان فاضلاً وصاحبه على خير عظيم إلا أنه جاوز ذلك إلى استيعاب ما تحويه من معارف وعلوم ومن ثم ترجمة هذه المعارف إلى سلوك وتطبيق أو معرفة ما ينبني عليها من عمل .

ولهذا نرى هذا الصحابي الجليل يؤكد في مناسبة أخرى إلى ضعف المردود السلوكي والإيماني الوجداني لمن صرف همته في استحضار الحروف والكلمات بعيداً عن استيعاب المعارف والعلوم وترجمتها إلى واقع سلوكي وعملي حيث يقول رضي الله عنه (لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما آمره و لا زاجره و ما ينبغي أن يقف عنده منه ، ينثره نثر الدقل) .

من هنا ننطلق أيها المعلم المبدع , والتربوي الناجح , إلى أن تتجاوز مهمتنا تلقين المعارف والقّيم للطلاب عن الصدق والأمانة وبر الوالدين والانضباط وتحمل المسؤولية ...الخ إلى رؤيتها واقعاً عملياً يترجمها الطالب عبر سلوكه اليومي بكل عفوية وتلقائية , بعيداً عن سياسة ( تغيير الأقنعة ) وفق مقتضيات الظروف التي قد تتسبب في اغتيال براءة أطفالنا وأولادنا بعد أن أفسدت علينا نصيباً من فاعلية أعمالنا وإنتاجيتنا .



تحيـــــــــــاتي"
أميرة
أميرة

عدد المساهمات : 134
تاريخ التسجيل : 20/12/2010
الموقع : السعودية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى