قبيلة ال عبدالحميد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إشراقات تربوية (3) عندما يكون المعلم أنموذجاً ملهِماً..!!

اذهب الى الأسفل

إشراقات تربوية (3) عندما يكون المعلم أنموذجاً ملهِماً..!! Empty إشراقات تربوية (3) عندما يكون المعلم أنموذجاً ملهِماً..!!

مُساهمة من طرف أميرة الخميس ديسمبر 30, 2010 12:39 am

بسم الله الرحمن الرحيم


إشراقات تربوية (3) عندما يكون المعلم أنموذجاً ملهِماً..!!


حالما يفتح الأطفال أعينهم في سني الطفولة الدراسية في الصف الأول الابتدائي على معلمهم تبدأ عقولهم الصغيرة في صياغة صورة مثالية لهذا الرمز التعليمي الذي يلتقي بهم صباح كل يوم وهو يلقنهم أنواع المعارف والمهارات والقيّم , وتدخل تلك الصورة الذهنية المشرقة للمعلم سباقاً محموماً داخل عقل ذلك الطفل الصغير مع صورة والديه في المنزل , وفي كثير من الأحيان تكون الغلبة في هذا السباق لهذا المعلم المتميز ويكون بإمكانه توجيه دفة توجيه ذلك العقل الصغير إلى آفاق واسعة في العلوم والسلوك والأخلاق , ويصبح هذا المعلم أنموذجاً ملهماً لأولئك الصغار يتجاوز تأثيره ما يلقنه لهم من معارف وما يكلفهم به من مهمات إلى مراقبة فاحصة ودقيقة من تلك العيون الصغيرة لكل سكناته وحركاته , ترصد كل كلمة يتفوه بها إذا استثاره أحدهم , وكل تصرف يقوم به عند دخول زائر , وكل تقطيبة أو ابتسامة يمنحها لهذا الطالب أو ذاك.

وكلما كان المعلم متزناً مبدعاً قد وطّن نفسه وهيّأها لأن تكون " قدوة" لطلابه كلما كانت الرسائل غير المباشرة التي يبعثها لعقول أولئك الصغار ودواخلهم أبلغ تأثيراً , وأعظم أثراً , وتمكن المعلم بذلك من إزالة الكثير من الحواجز التي تحول دون الاستفادة من مهارته وإبداعه المهني, ومخزونه المعرفي.

إن عقل ذلك الطفل الصغير لا يستوعب أن يتلقى " توجيهاً شفهياً" عن حسن الخلق , وعدم السخرية بالآخرين , وهو يرى معلمه يشبه زميله بالحيوانات أو يسخر بلثغة لسان زميله الآخر بعد إجابة خاطئة أو يتلفظ بعبارة نابية بحقه عند سلوك خاطئ.

إن هذا الاصطدام العنيف بين "التوجيه النظري" و"السلوك العملي" للمعلم" القدوة" يحدث اضطراباً في نفسية الطالب يُحار في كيفية التعامل تجاهه , فإما أن تهوي مكانة المعلم عن عُلوها وسُموها لدى الطالب وهذه أقل الخسائر وإن كانت تُعد خسارة فادحة , وإما أن يتشرب الطالب هذه الازدواجية والانفصام بين " القّيم " و" السلوك" فيُحسن الحديث عن الفضائل والقّيم والأخلاق ولكنه يتشرب تحطيمها عبر سلوكه وتعاملاته لا سيما إن وجد شواهد هذه الازدواجية في بيئته الأسرية.

إذا تأملنا هذه الصورة بهذه النظرة الشاملة أدركنا أي دور عظيم بإمكان المعلم أن يؤديه إذ يصبح بسلوكه وأخلاقه " أنموذجاً" يستلهم منه أولئك الصغار أرقى المفاهيم وأعظم القّيم , وفي كثير من الأحايين تبقى صورة المعلم " المُلهم" راسخة في عقولهم حتى عندما يشبّوا ويكبروا , وقلّب أدراج ذاكرتك المغبّرة فلن تعدم مثالاً مشرقاً لمعلم في طفولتك أو مراهقتك كان يُمثل لك مصدر إلهام في جانب من جوانب الحياة أو حقل من حقول المعرفة أو معلَماً ناصع البياض ظل راسخاً في الذاكرة مع تطاول الأيام والسنين.



تحيـــــــــــــاتي"
أميرة
أميرة

عدد المساهمات : 134
تاريخ التسجيل : 20/12/2010
الموقع : السعودية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى