قبيلة ال عبدالحميد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إشراقات تربوية (1) المعلم المبدع...والبُعد الرسالي

اذهب الى الأسفل

إشراقات تربوية (1) المعلم المبدع...والبُعد الرسالي Empty إشراقات تربوية (1) المعلم المبدع...والبُعد الرسالي

مُساهمة من طرف أميرة الخميس ديسمبر 30, 2010 12:04 am

بسم الله الرحمن الرحيم

إشراقات تربوية (1) المعلم المبدع...والبُعد الرسالي

بعث الله أنبياءه ورسله لتعليم الناس كل ما فيه صلاح لدينهم ودنياهم , ابتداء بالحكمة الربانية من وجودهم في هذا الكون ومروراً بتصحيح سلوكياتهم ومعارفهم الخاطئة وانتهاء بالفهم الشمولي للدين الذي تجاوز الفهم السائد في الأديان الأخرى _التي تختزل مفهوم التدين ببعض الشعائر إلى مساحة أرحب وأفق أوسع يجعل من قيمة " إتقان العمل " و" مضامينه الرسالية" وقوداً يدفع المعلم والتربوي دائماً للإبداع والتميز والتطوير كما قال عز وجل( ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) وقال عليه السلام ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) , ومعضلة الانفصام بين الكلام النظري والتطبيق من أهم أسبابه اختزال المفاهيم النظرية , والقيّم الشرعية والأخلاقية في صور محدودة , بينما نجد أن هذه القيم تتجاوز ذلك السياج الضيق التي أحطناها بها , والأدلة على هذا الفهم الشمولي عديدة منها على سبيل المثال ما روي عن كعب بن عجرة رضي الله عنه أنه قال : مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه فقالوا : (( يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله )) ؟


يلاحظ هنا أن الصحابة رضوان الله عليهم أرادوا أن يتم توظيف هذه الطاقة الجسدية في ذروة سنام الإسلام أو غيرها من الشعائر التعبدية المعروفة لدى الناس, فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم مبيناً أن بوابة العبودية " في سبيل الله " تشمل كذلك أعمال أخرى قد لا تخطر لهم على بال , ولا تقتصر على بعض الشعائر الظاهرة كالصلاة والجهاد والحج....


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهوفي سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله )) والحديث رواه الطبراني وصححه الألباني.

إن شعور المعلمين والتربويين عموماً بقدسية رسالتهم يسهم بشكل كبير في تذليل الكثير من العقبات التي تعترضهم في الميدان , واستنبات الأرض مهما بدت للناظرين مجدبة للكثير من المشاريع الخلّاقة , والأفكار المبدعة.



لست هنا حالماً أو مثالياً في الدعوة لغرس هذا البُعد الرسالي في المعلم , فأنا لا أدعو لإيقاف عربة التحفيز أو وسائل التشجيع أو جهود تطوير البيئة التعليمية استناداً للمحرك الأخلاقي والشرعي لدى المعلم ولكن جهودنا البشرية كقيادات تربوية ومؤسسات مهما كانت كبيرة ورائعة وملموسة إلا أنها لا بد أن تصطدم ببعض المعوقات والإشكالات على أرض الواقع مما يجعلنا بحاجة ماسّة لمحرّكات قيّمية وأخلاقية تدفع المعلم والتربوي عموماً لاستكمال هذا النقص أو ذاك في بيئته التعليمية, وكلّما كبرت هذه الشريحة من المعلمين المبدعين كلما زادت الحصيلة النوعية أداء وإنجازاً.



إن القيمة الكبرى لإحياء البُعد الرسالي والأخلاقي لدى المعلم , أنها تعالج إشكالية التعامل مع مرؤوسيه من منطلق نفعي صرف يوازن بين ما يقدم له كتقليل النصاب أو زيادته أو خلاف مع مدير أو مشرف وبين عطائه داخل الصف للطلاب , وهذه الإشكالية في التعامل مع جهة العمل يمكن تصورها في عمل تقني صرف إذ أن سلبياتها تظل قليلة بالقياس إلى النتائج الكارثية التي قد يجنيها المجتمع من جراء تعامل المعلم في رسالته السامية في بناء الأجيال بهذا المنطق النفعي .


لو رجعنا بذاكرتنا إلى الطفولة والمراهقة لوجدنا أن المعلم صاحب الهم الرسالي هو الأكثر تأثيراً في نفوسنا وقيّمنا وأخلاقنا , وربما نسينا أشياء كثيرة ولكننا لم ننس ما غرسه فينا من قيّم ومعارف وسلوك , ولو استشرنا العديد من المشرفين والقيادات التربوية لأكدوا لنا أنهم لم يروا أكثر تميزاً من المعلمين أصحاب البُعد الرسالي , ولذلك فالحاجة ماسة اليوم لإيحاء هذا البُعد الغائب لدى البعض, وهذا يحتاج إلى استيعاب معمق من القائد التربوي لذيول هذه الإشكالية وأطرافها المتعددة
.



تحيــــــــــــاتي"
أميرة
أميرة

عدد المساهمات : 134
تاريخ التسجيل : 20/12/2010
الموقع : السعودية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى